خطوة كبيرة للقطيعة بين الجيش والفرنسية.. الرتب العربية تسبق أسماء العسكريين أمام الملك خلال احتفالات عيد العرش

خطوة جديدة على درب فك الارتباط الثقافي المغربي الفرنسي برزت خلال احتفالات عيد العرش التي ترأسها الملك محمد السادس، وهذه المرة على المستوى العسكري، إذ لأول مرة يتم استعمال المصطلحات العربية لتوصيف الرتب العسكرية خلال حفل الاستقبال ثم خلال مراسيم أداء القسم، بعدما كانت المصطلحات الفرنسية هي المعتمدة رسميا.

وخلال حفل الاستقبال الذي جرى بمدينة المضيق أول أمس الأحد، تقدمت العديد من الشخصيات العسكرية ذات الرتب العليا للسلام على العاهل المغربي، لكن رُتبها نُطقت باللغة العربية، على غرار الفريق محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، عوض "الجنرال دوديفيزيون" كما كما أطلق على رُتبته ضمن القصاصة الرسمية التي نُشرت بعد تعيينه في منصبه شهر أبريل الماضي.

وأثناء حفل الاستقبال أيضا، أُعلن المكلف بالبروتوكول عن تقدم الفريق الأول محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، للسلام على العاهل المغربي، عوض استعمال عبارة "الجنرال دوكوردارمي"، الشيء نفسه ينسحب على الفريق الجوي محمد كاديح، مفتش القوات الملكية الجوية التي تولى مهامه مؤخرا، والعميد البحري محمد طحين مفتش البحرية الملكية، والعميد عز الدين خليد رئيس المكتب الثالث، واللواء جبران خالد مفتش القوات المساعدة بالمنطقة الشمالية، والعميد مصطفى احديود، مفتش القوات المساعدة بالمنطقة الجنوبية.

واستُعملت الرتب العسكرية باللغة العربية أيضا في القصاصة التي تلت حفل أداء القسم الذي جرى يوم أمس الاثنين بتطوان، والتي نُشرت عبر وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، وورد فيها "تفضل الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بترقية عدد من الضباط السامين إلى رتبة فريق وعميد، كما أعطى موافقته على نشر جدول ترقيات أفراد القوات المسلحة الملكية إلى رتب أعلى برسم سنة 2023".

وأوردت الوثيقة نفسها أن الملك محمد السادس كان قد استقبل، يوم 29 يوليوز الجاري في تطوان، الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وقائد المنطقة الجنوبية ورئيس اللجنة المكلفة بترقية أفراد القوات المسلحة الملكية، والذي رفع إلى النظر الملكي خلاصات ونتائج الأشغال الخاصة بترقية أفراد القوات المسلحة الملكية".

ووأوردت القصاصة أنه خلال هذا الاستقبال، عبر الفريق أول رئيس اللجنة المكلفة بالترقيات للملك عن تقدير أعضاء اللجنة العميق واعتزازهم الكبير للرعاية والتوجيهات والتعليمات الملكية السامية، التي ألهمت ووجهت عمل اللجنة خلال كافة المراحل"، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها القصاصة الرسمية المصطلحات العربية بالكامل في توصيف رتب العسكريين.

وترأس محمد السادس، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يوم أمس الاثنين بساحة المشور بالقصر الملكي بتطوان، حفل أداء القسم من طرف ضباط أفواج 2020 و2021 و2022، و2023 المتخرجين من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية، وكذا ضباط الصف الذين ترقوا في درجة ضابط ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، وهو الحفل الذي توقف طيلة 3 سنوات بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة "كوفيد 19".

وكان الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الأمير الحسن، وشقيقه الأمير رشيد، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على العرش، وأطلق العاهل المغربي على الأفواج الأربعة اسم شقيقته الكبرى الأميرة مريم، وذلك "اعتبارا لمكانتها لدينا ولدى شعبنا الوفي، وتقديرا لما تقوم به في مجال الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، وفي خدمة قضايا المرأة والطفولة"، وفق ما جاء في خطابه.

ويتألف الفوج الذي أدى القسم أمام الملك من ضباط تخرجوا من المدارس العسكرية العليا، ويتعلق الأمر بالأكاديمية الملكية العسكرية، والمدرسة الملكية الجوية، والمدرسة الملكية البحرية، والمدرسة الملكية للخدمات الطبية العسكرية.

وينضاف إلى ذلك ضباط السلك الخاص وضباط الصف الذين ترقوا إلى درجة ضابط ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي والقوات المساعدة، كما ينضاف إلى هذه الفئات من الخريجين، ضباط الاحتياط خريجو المدارس العليا شبه العسكرية، والذين تخرجوا من المدرسة المحمدية للمهندسين، والمعهد الملكي للإدارة الترابية لوزارة الداخلية، والمعهد الملكي للشرطة، والمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين، ومركز التكوين الجمركي.